54 :عدد المقالاتالاثنين30.1.2023
 
 

 

القضايا المحلية :

8 - الاتحـــــــــــــــــادÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

-(هل العالم يعيش أزمة ضمير؟)(علي ابو الريش): - الضمائر، مثل الطيور لا تحب السجون، وإن سجنت في فكر منعزل، فهي تموت، ولا تستطيع إكمال مشوار الحياة، في وجود مزدحم بالطحالب، فنحن مخلوقون من قماشة مشتركة بين الحلم والواقع، وبين الحقيقة والخيال، ولكننا لا نعرف كيف ننقي هذه القماشة. الأمر الذي يجعلنا نكبل أنفسنا في هذا المستنقع، فنختنق، ونذهب إلى مآلات لا تصلح إلا للذين يعيشون على أسرة الإنعاش، أو الموت السريري، كما يسميه أهل الطب. فلا ضمير لمن يعيش خارج سرب الوعي، ولا وعي لمن قصر في فهم الحياة، وعلاقته مع الآخر.
****************************

-(جاهزية.. واستعداد)(علي العمودي): - شهدت الدولة خلال الأيام القليلة الماضية حالة من تقلبات الطقس، واكبها هطول أمطار متفاوتة الغزارة على العديد من المناطق مع رياح مثيرة للغبار والأتربة في مناطق أخرى، وقد انتهت على خير، بحسب ما أعلنت أمس الأول وزارة الداخلية، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث. ووفق تقارير المركز الوطني للأرصاد وعمليات الرصد والمتابعة عن استقرار الحالة الجوية بفضل الله. وأشادت الوزارة على حسابها الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي «تويتر» بأداء منسوبيها وشركائها خلال الحالة، وقالت «إن جميع القيادات الشرطية والجهات المعنية تعاملت باستباقية ومرونة عاليتين لضمان سلامة المجتمع وللحفاظ على الأرواح والممتلكات». وكانت الوزارة وبالتنسيق مع الهيئة وكل الشركاء قد أكدت جاهزيتها لمواجهة أية حالة طارئة قد تنشأ جراء الحالة الجوية السائدة وتقلباتها، وذلك بفضل العمل المتكامل بين الفرق المختصة وكوادرها المؤهلة والقادرة على التعامل مع تداعيات الحالة المدارية المتوقعة، وأن الفرق المعنية ستواصل جهودها في نشر التعليمات والإرشادات التوضيحية للتعامل الصحيح مع تلك الحالة، مع إرسال التحذيرات الجوية في المناطق المتأثرة في حينها، مجددة التأكيد على ضرورة الالتزام بالاشتراطات والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية لتعزيز حماية المجتمع ووقايته. وحذرت في الوقت ذاته «من تداول الأخبار المضللة والشائعات»، داعية إلى «الرجوع إلى المصادر الرسمية لمعرفة التحديثات الخاصة بالحالة الجوية، وتعليمات السلامة والوقاية والحماية من كافة المخاطر». لا شك أن هذا الجهد الكبير أتاح اجتياز الحالة الجوية غير المستقرة بكفاءة عالية مما كان له أكبر الأثر في الحيلولة دون وقوع أية حوادث أو منغصات وخسائر قد تحدث خلال اضطراب الطقس وهطول الأمطار الغزيرة وهو ثمرة ذلك التعاون والعمل بطريقة استباقية مرنة، وهو كذلك ثمرة الاستفادة من التجارب السابقة وتقييمها بطريقة علمية واستخلاص النتائج والعبر منها. ولكن، للأسف، إدارات المناطق التعليمية في بعض مناطق الدولة لا تملك ذلك التفكير الاستباقي ولا المرونة في التعامل، وإلا لما كانت لتتسبب في إرباك الطلاب وأولياء أمورهم في اليوم الأول من دخول الحالة واستدعائها لهم على عجل لاصطحاب أبنائهم والعودة بهم بعد تعذر استكمال اليوم الدراسي، واضطرارها لإعلان الدراسة عن بعد في اليومين التاليين. لقد كانت التحذيرات معلنة وكذلك التوقعات ومع هذا آثرت تلك الإدارات الانتظار للحظة الأخيرة لإعادة الطلاب إلى منازلهم لتقدم لهم درساً مجانياً ولكنه مكلف في هدر الوقت وسوء التقدير، وسلامتكم.
****************************

-(متفرقات)(ناصر الظاهري): - حين تتعطل الأسئلة في المدرسة، وتغيب عن الطالب، ويتجاهلها المعلم، ويتهرب منها الأهل، تتعطل النفوس المتعطشة للعلم والمعرفة ومحاولة الفهم، وتشغيل العقل، فيتخرّج لدينا جيل بعد جيل من الحفظة والنقّال، ومتّبعي العنعنة.
- من الأمور التي لا تشجع على فعل الخير أن يلتقيك شخص، وفجأة يتحول من السلام الحار، والشد على اليد إلى مد اليد، ويسأل حسنة قليلة تدفع بلاوي كثيرة، لأنه منقطع به السبيل هنا، ومحفظته سرقت، ولم يذق الطعام منذ يومين، فتنظر له فإذا هو «أمتن عنك» ويصعب أن تصدق أنه يتيم سمين، فتعطيه ما كتب الله له، لكنه لا يرضى بذلك النصيب، ويتحول تدريجياً إلى النصب، وأول ضحاياه والداه - الله يسترهما- واللذان لا تعرف عنهما شيئاً، لكنه يضحي بأحدهما، ويقعده على كرسي متحرك، ويمرّض الآخر بحيث يشعرك أنه لن يقدر على القوم والنهوض من جديد، فتكافئه بخجلك، وارتباكك نتيجة كذبه المعلوم عليك، فتزيد أوراقه التي تتساقط من محفظتك إلى جيبه، لكنه لا يشبع، فتبدو عيناه وهما تبرّقان في ثنايا محفظتك، وتكادان تعدان ما فيها، وتقولان زدني، وتلاحظ أصابع يديه وهو يفركها، ويكاد أن ينوي الشر ويسرق منك الخير وفعله!
- من كان يصدق أن السندويتش يصبح عندنا بأربعين درهماً وفوق، طبعاً مش لحم «واغيو أو كوبي»، كله دجاج خيبر «شيش طاووق» يعني، هذا الأول الواحد يقيّل يشتغل ما يخلي لغيغة أو مْدَرَة ما يسويها، ويصب طابوق، وينطل هالتراب من فجر الله، ويسوق الحصا في ثُويّ، وما توصل يوميته أربعين درهماً.
- في هذا الزمن الأغبر، والحالك كلون الرصاص، الهاجم على الإنسان بضراوة الآلات الحادة، ثمة فقدان للقيم والمثل الإنسانية العليا، لقد وطئت المادة على الحياة الراقية، وعلى كل شيء أخضر فيها، في شوارع ليست عنواناً لنا، وفي تفاصيل أيامنا المرتجّة بكل هذه الأحداث، ثمة غياب للإنسان المهذب، النبيل، الراقي في تعامله، والذي فيه حياء الإيمان، ونعمة العلم والتعليم والتربية والآداب، هو باختصار غياب الإنسان «الجنتلمان» بكل ما تعنيه هذه الكلمة الأجنبية من معنى. اليوم نرى، ونحن نخرّ خجلاً، الإنسان يأتي، وتسبقه الشتائم والسباب، وفمه ممتلئ بالكلمات المتسخة بالفحش، بعض الشوارع العربية بالذات لا تطاق من عطانة لغة البعض، وشر ما على ألسنتهم، وقبيح ما يتصرفون مع بعضهم، لا أدب ولا أخلاق، ولا مراعاة لصغير وكبير وامرأة يسترها الخفر، ولا قيم نبيلة تسيّرهم، لقد لوثوا الحياة وأفسدوا ريحها، ولا عزاء للمهذبين المعذبين كل حين وساعة، مما تصطك له آذانهم، وتضطرب له خطواتهم في كل هذا الوحل الذي حولهم.
- «ليش العرب، يوم يريدون ينعتون بلاداً ما تنفع للسياحة، ولا يمكن أن تتهنا بإجازتك فيها، وما بتيك منها إلا المغثة، وبتروح فلوسك فيها ببرخ، وأنها فيها اللوث، إلا عوير ومطير، واللي ما فيه خير، يقولون: خلها تولي.. هاي بلاد ممزورة عرب أو بلاد ما تنطاح من ضولة العرب، والله جاء زمن أصبح العرب من الأمور الطاردة للسياحة في أي بلد يحطون فيه الرحال»!
****************************

-(عام استدامة الموروث)(عائشة بالخير): - الأساطير موروث يرفض أن ينمحي أو ينطمش أو يغيب، فهناك من يحافظ عليه بالرغم من أننا نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي والشات جي بي تي والروبات اللي يسيح عمره ويرد شرات ما كان وعصر سيري وقطعانها، إلا أن الموروث عندما يستدام يخلق عوالم من المعرفة والتسامح والرقي. أمنيتي أن يكون للموروث المعنوي استدامة وحوار مع الثقافات الأخرى، وأن يكون لها دور أكبر في حياة أبنائنا فهو لا ينقص من التعليم والمعرفة شيء، بل يعزز ويثري ويكرس القيم والمفاهيم التي نشأ عليها أسلافنا، طيب الله ثراهم.
****************************

-(ريادة إماراتية في التحوّل إلى الطاقة النظيفة)(نشرة اخبار الساعة): - أخذت الإمارات الأمور على محمل الجدّ، وعقدت العزم وسارعت الخطى نحو كلّ ما من شأنه إصلاح الأمور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأطلقت مبادراتها على أكثر من محور، وتضمّن ذلك تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر له، والتحوّل نحو إنتاج الطاقة النظيفة والاعتماد عليها، وأطلقت في عام 2012 استراتيجيتها للتنمية الخضراء، التي استهدفت بناء اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة، لتكون رائداً عالميّاً في هذا المجال ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نمواً اقتصاديّاً طويل المدى. قول وفعل، هذا هو دأب الإمارات وقيادتها الرشيدة، التي آلت على نفسها منذ عهد زايد الخير، أن تكون ريادية في المحافظة على الأرض مكاناً صالحاً للحياة.
****************************

-(«بيل غيتس» وفساد الحرب الأوكرانية)(عبدالله بن بجاد العتيبي): - الملياردير الأميركي ومؤسس شركة «مايكروسوفت»، بيل غيتس، أحد أثرى الأثرياء المعروفين حول العالم، وهو حوّل ثروته لمؤسسته الخيرية التي يديرها، وفي أحاديثه كثيرٌ من الحكمة، ويتذكر المتابع حديثه عن خطورة الفيروسات التي قد تجتاح العالم في 2015 وأنها تهديد خطير للبشرية، وفي غضون خمس سنواتٍ كان «فيروس كورونا» ملء السمع والبصر ويهدد العالم فعلياً وبشكل غير مسبوق. بما لديه من خبرةٍ وبمعرفته التي لا يجادل فيها أحدٌ بالأموال والأرقام، فقد تناقلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية حديثاً مهماً لبيل غيتس، أشار خلاله إلى معضلة الفساد في أوكرانيا، وقال:«هذا أمر محزن للغاية بالنسبة للشعب هناك»، وأهمية كلام غيتس تنبع من خبرته ومصداقيته في هذا المجال، ومن قبل، فإنه بالتحليل كانت الحرب الروسية الأوكرانية ومع تدفق المساعدات الغربية المليارية على أوكرانيا مظنة للفسا. وغيتس يتحدث صراحة عن الفساد في أوكرانيا، والحكومات الغربية تصمت صمتاً مطبقاً عن هذا الفساد لأنها تدير معركة كسر عظمٍ مع روسيا وحرباّ دولية ضدها، وهي لا تريد أي إثارة للشكوك تقلل من هذه المعركة والحرب، ولكنها ستفيق يوماً وستتحرك مؤسساتها وستتبعها وسائل إعلامها، وسينكشف المستور ويصبح المسكوت عنه اليوم حديث العالم غداً، وإن غداً لناظره قريب. بغض النظر عن الموقف السياسي الذي تتبناه أي دولة تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، فإن السكوت عن الفساد المستشري بصورة كبيرة وبأرقام فلكية يهدد الدول والنظام الدولي برمته، ورفض الفساد مبدأ ورفض التكسب من الحروب مثله، وما يجري في أوكرانيا مجرد نموذج في هذا السياق، بمعنى أن الموقف من الفساد في أوكرانيا لا علاقة له بالموقف السياسي من الحرب الدائرة هناك والتجاذبات الدولية التي تحيط بها، وهو مفيدٌ لقراءة المشاهد الساخنة بوعي ورصد تطوراتها وما يجري فيها وحولها بهدوء وتبصر. أخيراً، فقد بدأت بعض الحكومات الغربية تبدي شيئاً من التذمر تجاه الطلبات الملحة للأموال من أوكرانيا، وبدأ المحللون يتساءلون عن السبب وراء رفض بعض النخب السياسية الأوكرانية للتهدئة بأي وجه من الوجوه، وهي أسئلة ستلتقي بإجاباتها مستقبلاً.
****************************

-(حرب أوكرانيا.. الإطالة وليس الحسم)(عبدالوهاب بدرخان): - لم يعد لدى الأوروبيين أي يقين خالص بالنسبة لهذه الحرب: التصعيد غير مجدٍ، ومنع انتصار روسيا كهدف استراتيجي سيعني مزيداً من التصعيد ومزيداً من الاستنزاف لاحتواء مبررات الحاجة إلى الخيار النووي. أما إطالة الحرب من أجل تلمّس أثر العقوبات على الاقتصاد الروسي وتحوّله إلى اقتصاد حرب، فقد لا يفضي إلى نتيجة، والأهم أنه لن يحسم الحربَ نفسَها. قد تكون هذه هي غاية الاستراتيجية الغربية، بهدف خفض طموحات روسيا وتوقّعاتها، وللحصول على هدنة متكافئة لا نصر فيها ولا هزيمة، وبالتالي يبقى الصراع مستمراً ومجمّداً.
****************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article