73 :عدد المقالاتالاحد25.7.2021
 
 

 

القضايا المحلية :

8 - - الاتحـــــــــــــــــاد:ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- رجال العويس/علي العمودي: كنت في حديث مع أحد الإخوة المواطنين، وقد بدأ كمن يبحث عن الكلمات، وهو الغزير الغوص في سبر وصياغة الحروف، ليعبر فيها عن امتنانه وتقديره لأبطال خط الدفاع الذين أحاطوا أفراد عائلته التي تتماثل للشفاء -ولله الحمد- من «كوفيد ـ 19»، بمستوى قال إنه لا يمكن وصفه أو التعبير عنه من الرعاية والاهتمام والمتابعة. ولكن تجمدت كلماته عندما فوجئ بمتابعة شخصية من معالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع لأحوال أسرته، والتقدم المحرز في مراحل العلاج الذي قطعته. شعور لا يعرفه إلا من كان على أرض الإمارات، وفي ظل قيادة سخرت كل الإمكانيات والموارد لخدمة ورعاية الإنسان منذ قيام الدولة، وتضاعف وتجلى ذلك الاهتمام منذ اليوم الأول لظهور الجائحة، وما رجال العويس وفرق العمل إلا أنموذج في تطبيق توجيهات القيادة الرشيدة، فقد كان معاليه حاضراً ذلك اليوم المشهود من شهر مارس من العام الماضي عندما أكد القائد الفذ ورجل الرؤية والفكر الاستباقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلسه بقصر البحر بأن «الدواء والغذاء خط أحمر في دولة الإمارات»، وأطلق عبارته التاريخية المشهودة «لا تشلون هم» والتي ستخلدها الأجيال. في ذات اليوم الذي كان يحدثني فيه القارئ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لأحد الأشقاء السعوديين يزجي فيها الشكر والامتنان لسموه على ما حظيت به زوجته من رعاية واهتمام ونقلها بمروحية لأشهر مستشفيات العاصمة، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، لعلاجها من شلل نصفي داهمها. وغرد أحدهم قائلاً: «أصيبت والدتي رحمها الله بمرض عضال تلقى أخي في اليوم التالي اتصالاً من مدير مستشفى زايد العسكري يطمئن على الوضع الصحي للوالدة، ورسالة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مفادها: اختاروا أي مستشفى داخل أو خارج الدولة ولا تهتموا أبداً بالتكاليف». إنها الإمارات، حيث الإنسان أولاً، أغلى ثروات الوطن، والمواقف التي ذكرنا بعضاً من صور المشهد العظيم للموارد والإمكانيات التي تم تسخيرها وتوظيفها في قطاع الصحة من لدن قيادتنا الحكيمة، ووضع رجال من طراز «أبو حمد» لتنفيذ التوجيهات السامية بشأنها. حفظ الله الإمارات، وشيوخ الإمارات الذين أسسوا هؤلاء المسؤولين ليس فقط لخدمة الناس وإنما إسعادهم، والحمدلله دائماً وأبداً على نعمة الإمارات.
**************************************

- الصين شريكاًً حضارياًً/ناصر الظاهري: تستغرق الحكمة والفلسفات وحتى الحروب سنوات طويلة في حياة الشعوب لكي تنضج، وتشكل الإنسان الجديد، الصين لا يمكن أن تقارنها بأي بلد، كل يوم تثبت الصين لنفسها أولاً، وللعالم ثانياً، أنها قادرة على التحدي، وصنع المعجزات، ليس على مستوى العمران والبنية التحتية، وإنما بالاستثمار في الإنسان، رغم كل الكوارث التي تعترضها، طبيعية وغيرها، الغريب أن بعض دولنا، لو تتعرض لما تتعرض له الصين ولو بجزء يسير من الكوارث، لوجدتها باركة لا تعرف أن تحرك ساكناً، ولو كان فيها نشاط عمراني، ولو بجزء من عُشر من مشاريع الصين، لوجدت العراقيل الإدارية والمحسوبيات والرشاوى... في الصين المسألة محسومة، حيث تعد خيانة للمبدأ والمعتقد، في دولنا الثورجية يظل المناضل يحلف بكفن أمه، وطهارة بدنها، وبالوطن وقدسية قضاياه، ولا يشبع من الكذب.... ونسوق تلك الحكمة الصينية أيضاً لكثير من الدول العربية التي ما زال بعضها ينتظر من ربيعه الطويل حصاداً يجدي الناس والأنعام، وما زال بعضها يعتاش على المعونات والمساعدات منذ قديم الأزل، وما زال بعضها يسرق من قبل المفسدين فيه، والمسؤولين عنه، بما يوازي سنوياً بناء ستة جسور عملاقة على شاكلة جسر «هايوان كوينغداو»، وما زال بعضها يصرف المليارات على سلاح غير فتاك إلا بمواطنيها، وما زال بعضها ينخر الفساد مشاريعه التنموية الوطنية؛ فالطريق السريع يمكن أن يتحول بناؤه البطيء، وعلى المدى البعيد، إلى ميزانية تُعدَّل، فتُسرق، وتُنهب، وتكبر، وفي النهاية يتم تدشين طريق «خذ واهرب» الوطني، المعطوب والمسلوب، وما زال بعضها مرتبكاً من حكم العسكريتاريا؛ بحيث لا يمكنه أن يحدد أين يذهب مبلغ 55 مليار يورو من دخله السنوي، مؤكداً أنه في الداخل، لكن داخل جيوب بزات عسكرية، بنياشين وأنواط شجاعة، وبدلات فرنسية «سينييه»... وهكذا تمضي أيام العرب دون أن يدركوا معنى الحكمة التي تأتي من الصين، ويأتي، قبل الحكمة، العمل والجد وقبول التحدي على الدوام... هنيئاً لمن تقبل به الصين أن يكون شريكاً حضارياً لها!
*******************************

- من أجل التقدم/علي أبو الريش: اليوم تبدو الإمارات في الوجود حالة استثنائية، حيث تمسك بزمام الفكرة، وتقودها نحو انفتاح مبهر، وعند كل محطة، تبدو المحطة التالية مثل أشعة الشمس حين طلوعها من بين ضلوع الكون، وعند كل فكرة تتجلى فكرة أخرى، تعزز بناء الفكرة التي سبقتها، ولهذا نجد الإمارات خلال ثلاثة عقود تقريباً، وثبت نحو فضاءات، ما كان ليصل إليها الآخرون حتى بعد قرون، لأن الفارق بين الإمارات وغيرها، هو فارق الإرادة، كما هو فارق الفكرة. لعلنا نلاحظ جيداً ما يحدث في مواجهتنا للظواهر، والمستجدات العصيبة، والتي تصبح درساً مفيداً لنا، في التحول من راهن، إلى زمن آت، هذا الواقع لا يحدث في كل البلدان بل هو ماركة مسجلة للإمارات، لأن لديها عقلاً مميزاً، وعزيمة فريدة، وقبل كل شيء، لدى الإمارات قلب محب للحياة، متفائل دوماً، منفتح على الحياة كأنه النهر، وكأنه الزهرة البرية وهي تفتح أكمامها للنسيم كي يتعانق مع البراءة، كي يختزل الزمن في لحظة اشتياق إلى القبلة. هذه هي الإمارات، تنمو مثل الحلم في عيني جواد أصيل، وترتقي مثل الغصن، وتلمع مثل النجمة في أحشاء السماء، تستدير حول الرونق الجميل مثل خصر حسناء، وتمضي في الحب إلى ذروة الرخاء، تمضي في الفرح إلى أقاصي البذخ. هذه هي الإمارات، درس العالم، وموعظته، وعبرته.
*******************************

- «فقد» من منظور آخر/السعد المنهالي: ما رأيكم لو فقد البشر قدرتهم على التواصل والحوار؟ قد يعتقد البعض أن ذلك أقل وطأة من فقدان البصر أو النوم، غير أن الحقيقة أن تداعيات ذلك لا تقل خطورة، وإن كانت أبطأ مقابل الأخرى التي تظهر سريعاً على نظامنا الصحي والعقلي. فغياب القدرة على التواصل والحوار أمر قد يدمر العلاقات أو يؤدي لتشويهها في أفضل الأحيان، ولنا في العلاقات الأسرية أقرب نموذج على ذلك عندما ينعدم الحوار بين الأزواج أو الأبناء، وما يتبعه من موت بطيء لعلاقات من المفترض أنها علاقات دم! خلال العام الثاني من الجائحة التي ابتلينا بها، بدأت ألاحظ على نفسي تراجعاً في قدراتي الحوارية وملكات التواصل التي أدركها جيداً فيّ، بدأت أميل إلى الصمت وعدم المشاركة في الحوارات مع الناس، لم أعد أملك قدرة على دخول نقاشات مع الآخرين أو فتح مواضيع كنت وما زلت على قناعة بأهميتها. لم أعد أعبأ بإبداء رأيي كما اعتدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك رغم أني من المجموعة الملتزمة بالذهاب إلى مقار العمل، فكيف هو حال من بقي عمله عن بُعد منذ بداية الجائحة! وبدأت أفكر بتأثيرات الجائحة على قدراتنا في التواصل مع الآخرين، ماذا لو كان هذا الأمر جماعياً، كيف ستكون تداعيات ذلك على البشرية جمعاء، وكيف كان سيتعامل ساراماغو مع هذه المَلكة المفقودة، وأي جوانب غير إنسانية ستظهر فينا.. يا ترى؟
***************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article