73 :عدد المقالاتالاحد25.7.2021
 
 

 

القضايا المحلية :

9 - - الخليــــــــــــــج:ÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

- «التنمّر» الواقعي والإلكتروني/ابن الديرة: ... اليوم ومع التطوّر التقني الكبير، ووجود وسائل التواصل بأشكالها كافة، انتقل بعض من هذا «التنمّر» إلى هذا الفضاء الإلكتروني، فصار مشكلة أدّت بكثير من مستخدمي التقنيات الحديثة من حواسيب وهواتف نقّالة وسواهما، إلى الابتعاد كلياً عنها ومقاطعتها، على الرغم من أن كثيراً منها يحوي فوائد معرفية وعلمية، ويسهّل الوصول إليها، وكذلك يسرّع منه. لكن من أسباب «التنمّر» أيضاً، ولوج الأبناء إلى «الإنترنت» معظم الوقت وبدون توقيتات محددة، واستسهال تكوين الصداقات واستخدام تطبيقات قد تكون مضرّة، أو إدمان الألعاب العنيفة، أو تلك التي تتضمن إيحاءات سلبية، وعدم التواصل الأسري، وتفعيل قنوات الحوار والتصارح بين الآباء والأبناء بشأن السلوكات اليومية. قيادتنا أدركت مبكراً، خطورة هذا الأمر، وضرورات مكافحته، فخططت السياسات وأصدرت القوانين التي تعاقب على أي سلوكات مضرّة، فكانت سبّاقة في إنشاء دوائر لمكافحة الجريمة الإلكترونية. ووجّهت المؤسسات التعليمية والثقافية والمجتمعية بالحرص على دور المدرسة الطليعي في التوعية المستمرة، وتخصيص برامج ومساقات تعليمية للحدّ من مخاطر التنمّر المدرسي والإلكتروني، ثم الأسرة بكل ما يناط بها من أهمية بالغة لتكميل دور المؤسسة التعليمية في دعم الأبناء والطلبة، والوقوف إلى جانبهم والتواصل معهم. ثم توفير تطبيقات ومنصات للحماية الإلكترونية. بالوعي العميق، والرؤية الصائبة، والتواصل الإنساني الحقيقي نحل كثيراً من المشكلات، والأسرة أولاً وأخيراً هي المعوّل عليها في ذلك كله.
*********************************

- الحرب على الذاكرة الوطنية/عبدالله السناوي: أعزّ ما يملكه أي شعب ذاكرته الوطنية، والقضايا التي تبناها، والمعارك التي خاضها، والأثمان التي دفعها لكي يرفع رأسه عالياً، والأخطاء التي ارتكبت حتى لا تتكرر مرة أخرى. وهناك فارق جوهري بين المراجعة بالنقد والتهجم بالتجهيل. رغم مرور (65) عاماً على تأميم قناة السويس فإن هناك من يطلب إلغاء التاريخ بمعانيه وتضحياته وتبعاته الاستراتيجية. تحمّل «جمال عبدالناصر» مسؤولية القرار، لكنه لم يكن لينجح لولا استعداد الشعب المصري أن يدفع، باقتناع كامل، أثمان استقلاله الوطني من دم أبنائه. هنا –بالضبط- موضوع الغارات المتعاقبة على الذاكرة الوطنية حتى يفقد المصري العادي ثقته بنفسه وبقدرته على صنع التاريخ واكتساب حقوقه المشروعة، أياً ما كانت التضحيات. لم يكن بوسع أحد في العالم توقع تأميم قناة السويس قبل إعلانه من فوق منصة «ميدان المنشية» بالإسكندرية في ذلك اليوم البعيد الذي تقادمت عليه السنين، ولا كان مطروحاً تسليم شركة قناة السويس إلى مصر بعد انتهاء عقد الامتياز عام (١٩٦٨).
*********************************

- سباق تسلح معلن/علي قباجة: مهما بلغ التقارب الدبلوماسي بين روسيا من جهة والغرب عموماً، على وجه الخصوص مع الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لا ينفي الندية بين الطرفين. وأحد أوجه الندية المتصاعدة التي أخذت شكل التصارع وكسر العظم بين المعسكرين، هي الانخراط في سباق تسلح محموم، ليضمن كل طرف التفوق، وحماية مكتسباته ومناطق نفوذه، والتصدي للتهديدات التي تتصاعد حدتها بين الفينة والأخرى. على الرغم من لقاء الرئيسين الأمريكي بايدن والروسي بوتين، واتفاقهما على خطوط حمر، عبر حل بعض الملفات العالقة، والتفاوض حول أخرى، وكسر الجليد بين الدولتين، فإن ذلك لا يعد النهاية، فاللقاء كان يهدف إلى تخفيف التوتر الذي وصل إلى أعلى مستوياته درءاً لأي تصادم قد تزداد حدته إلى شكل لا يمكن احتواؤه؛ إذ إنه لم يمنع رفض واشنطن القاطع ل«تهديدات» روسيا لأوكرانيا، وحشدها عسكرياً على الحدود، كما أنه ما زالت تصنف «تجسس» دبلوماسيي موسكو عليها وعلى حلفائها الأوروبيين، عملاً عدائياً مباشراً يستدعي فرض المزيد من العقوبات، في حين أن الكثير من الحلفاء الاستراتيجيين لواشنطن يرفضون المضي بمفاوضات مع روسيا على غرار القمة الرئاسية الأمريكية- الروسية، قبل فرض شروط على موسكو لوقف ما أسموها ب«التجاوزات».
********************************

- الصّمتُ التكنولوجي...!/مريم البلوشي: كنت أفكر بأنفسنا جميعاً، كيف تمت السيطرة على حياتنا، وكيف صارت أوقاتنا متوترة ومحمومة، وأن عمقنا المعرفي بات شحيحاً متزعزعاً ومتأثراً بضياع الساعات المتواصلة خلف شاشات صغيرة لا تربطنا بأي تاريخ أو ثقافة أو حضارة أو حتى معرفة مستقبلية، إلا من رحم ربي، وعرف كيف يستثمر تلك الوسائل لمصلحته، وسيطر عليها بدل أن تتحكم فيه. الصمت التكنولوجي النفسي هو انفصالنا عن بعضنا، وعن أبسط تفاصيل يومنا؛ ذلك الغزو الذي لم يعد حتى فيه أي حدود أو احترام لأوقاتنا، إجازاتنا، حياتنا...، وفوق كل ذلك اختيارنا بأيدينا أن نعيش مع بعضنا في حالة صمت دائمة، أحدث نفسي قبلك: هل نعي قيمة الحياة، اليوم، مع الأهل، المتعة، الاسترخاء، الامتنان، الحب، والكثير؟ هل صرنا فقط نستيقظ وننام وعقولنا مقيدة؟ باختصار: نحن نخسر حياتنا تدريجياً، فهل ندرك ذلك؟
********************************

- المُراسلة الملطخة بالطين/حسن مدن: على إحدى محطات التلفزة الألمانية، ظهرت مراسلة ومقدّمة برامج شهيرة في المحطة، تغطي الأحداث بمنطقة ضربتها الفيضانات، وهي ملطخة بالأوحال وتقوم بمساعدة المتضررين من الفيضانات، في تقارير مصوّرة مؤثرة للغاية. المشهد خلق حالاً من التعاطف والإعجاب بالمقدمة المعروفة، والبالغة من العمر تسعة وثلاثين عاماً، ومنح المحطة التي تعمل فيها صدقية، كون مراسلة لها، وهي تغطي كارثة الفيضانات، كانت وسط الناس وقريبة منهم، بل وتساعدهم في محنتهم. لكن محطة «آر تي إل» التي تعمل فيها المذيعة قامت بحذف التقرير المصوّر المؤثر، وإيقاف المراسلة عن العمل، لا لأن التقرير تضمن مشاهد مؤثرة لا تفضل مشاهدتها لما تثيره من ألم في نفوس المشاهدين، وإنما لسبب مغاير تماماً، هو أن المراسلة كانت تكذب! و«كذب» المراسلة ليس في المشاهد المؤثرة بالفعل التي صوّرتها الكاميرا، وإنما في أن الطين والأوحال الظاهرة على ملابسها وهي في موقع الحدث، ليست نتيجة انغماسها في مساعدة المتضررين، وإنما لأنها تعمدت أن تلطخ ملابسها بها، كي تضفي على نفسها مظهر الإنسان المتأثر الموجوع صاحب المروءة، فلا تظهر في التقرير مجرد مراسلة تغطي ما يجري، وإنما أيضاً في مظهر من لم يتمالك نفسه من شدّة تأثره بما يرى، فانخرط في مساعدة الضحايا. كان يمكن ل«الكذبة» أن تمرّ وتنطلي على المحطة التي تعمل فيها المراسلة، وعلى المشاهدين، لولا أن مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر المراسلة وهي تقوم بتلطيخ نفسها بالطين، واضطرت المحطة التي أحرجها تصرف مراسلتها لإصدار توضيح قالت فيه: «إن تصرفات مراسلتنا تتعارض بوضوح مع المبادئ الصحفية ومعاييرنا الخاصة. لذلك قمنا بوقفها عن العمل على الفور بعد أن علمنا بالواقعة». لكن مصادر صحفية ألمانية قالت إن القناة كانت على علم بما أقدمت عليه الصحفية وأنها لم تتخذ بشأنها أي إجراء، إلا أنها اضطرت لوقف المراسلة عن العمل بعد انفضاح الأمر وظهور الفيديو على مواقع التواصل. حرتُ في أي خانة أضع سلوك المذيعة، وبدا لي أن خير من يفعل ذلك هم المحللون النفسيون الضالعون في العلم، أيندرج ذلك في إطار ما يوصف ب«الزيف الإعلامي»، أم هو ضرب من «استدرار العطف»، أو «استدرار الإعجاب»، أم أنه بصريح العبارة، «ومن الآخر» كما يقال في العامية، هو نفسه الذي يقال عنه «ضحك على الذقون»، حتى لو كان على حساب أوجاع الناس؟ لا أحسبنا بحاجة للنصيحة بعدم تصديق كل ما نسمع ونشاهد، ولكن بودي معرفة رأيكم في الوصف المناسب لسلوك المذيعة.
********************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article