0 :عدد المقالات
 
 

 

القضايا المحلية :

3 - الخليـــــــــــجÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

ــ الخليـــــــــــج:
ـ(شعبولا.. «بس خلاص»/د. حسن مدن): ـ مهما قيل من نقد في مضمون أغاني «شعبولا»، ذات النمط الواحد في الأداء، فإن هناك أغنيات له حققت جماهيرية لا نظير لها، تضاهي أغاني أشهر النجوم الغنائية من انتشار، لأنها لامست أوتاراً عميقة في نفوس الناس، وأبرزها على الإطلاق: (أنا بكره «إسرائيل»)، التي غناها على خلفية حملة «إسرائيلية» شنت على عمرو موسى في فترة من فترات توليه منصب وزير الخارجية في مصر، وغناها «شعبولا» على سبيل التضامن معه، وقيل، يومها، إن تلك الحملة منحت موسى شعبية واسعة لدى المصريين، وساعدت هذه الأغنية بالذات في ذلك. أثارت الأغنية يومها حنقاً داخل «إسرائيل»، لم تنته آثاره بعد، بدليل أن مذيعاً ومقدم برامج في التلفزيون «الإسرائيلي»، يدعى روي كايس سخر من وفاة شعبان عبدالرحيم، بسبب الأغنية الشهيرة إياها، ونشر تدوينة قال فيها: «الساعات القادمة ستجدونني أسخر من شعبولا».
***************

ـ(العمالة المساعدة/ابن الديرة): ـ صحيح أن متطلبات العمل والواجبات الأسرية متعددة ومتشعبة، ولكن بقليل من التعاون الإيجابي بين أفرادها، واعتبارها مهمة مشتركة لكل منهم، فيها نصيب محدد وواضح، يمكن تجنب الكثير من المشاكل التي يتسبب بها الوجود العشوائي وغير المخطط للعمالة المساعدة، والذي يؤثر في المجتمع كله بكل مكوناته. الحفاظ على الطابع العربي للبلاد مسؤولية وطنية، شراكة بين الجميع، ولا أحد معفى منها، والهوية مصدر فخر واعتزاز في كل المجالات، وأحدها أن نجعلها تحظى بحب واحترام الجميع، والزي الوطني، واللغة العربية، والعلم، والعادات والتقاليد اللصيقة بأبناء الإمارات أكثر من غيرهم، كلها مظاهر للحس الوطني، والمشاعر التي تؤكد وحدة أبناء الشعب وتطلعهم إلى كيان يكون قدوة في كل مكوناته.
***************

ـ(حتى لا تموت الغافة/صفية الشحي): ـ في إحدى قصص الكاتبة الراحلة عن عالمنا مريم فرج جمعة، رحمها الله، بعنوان «غافة والمجنون» تقول «تشبه الغافة، هي جسد الغافة الذي يمتلئ رغم جفافه» وللغافة سر لا تفصح عنه الوريقات إلا لمن امتلك إكسير الحكاية، وجن تحت المطر كطفل يلعق ضحكته الأولى تحت نزف السماء، ومريم، الماء والفيروز - وكلاهما نفيس - اللذان تدفقا من بين أصابع الحكاية قبل أن نتذكر في خضم هذه الحياة، أن للرحلة نهاية تخطفنا من الحبكة، وقبل أن ندرك أنها أطلت -كما الحياة- من ثقوب النخلة والناس والمطر». هذا القلم الرقيق كان عباراً، التقانا بوجوه متعددة، فصنع لنا ذاكرة أولى على مقاعد الدراسة في تسعينات القرن الماضي، لقد كتبت لنا مريم هي المشغولة والمنحازة إلى ما يشبهنا أو ما نشبهه، وقدمت لنا أنفسنا كما لم نعرف من قبل، إنها امرأة استثنائية، مثل كل كاتبات هذا الوطن الكبيرات مقاماً وتجربة وخبرة مع القلم، ممن قررن مواجهة إصرار الوقت على «الموضوعية»، وهي ساكنة رغم أن السطح يتكشف عن شيء منها، ومستحضرة لشخصيات ذابت -أو كادت تذوب- بفعل القفز على دواليب المعنى، أو الهجران القسري للغرابة.
إن الغافة التي صمدت في وجه الريح والجفاف زمناً، استقالت من صمتها الغائر في الجذوع، وانطلقت تغني كما فعلت غافات أخرى، إلا أن الحكاية الأولى فاتتنا، نحن من نتصدر لمشهد الإعلام والثقافة، فقد ابتلعنا الطعم، وقررنا أن نفكر باليومي وحده، المطبوخ على سخونة الأحداث المثيرة للجدل والسارقة للوعي، وفي غمرة كل ذلك، لم ننتبه للطيور التي رحلت إلى جزر بعيدة كل البعد عن متناول أيدينا وجيوبنا، إلى حيث لا يمكن مراقبة ماء الحياة وعصافيرها، إلا بعد الإياب الراحل إلى الأبد «فعندما تموت النخلة نعرف كل شيء» كما تقول مريم. إن ما سينقذنا في عبورنا هو «كان يا ما كان» التي تطل برأسها من ثقوب الذاكرة، ومن سيعيننا على فهم الغد هم حراس المنارة المعقود بأيديهم خيط نجاتنا الأخضر، ولا سبيل لذلك سوى العودة إلى ما كتبوا، ليكون جزءاً حاضراً من تركيب ذهنيات أبناء اليوم، المأخوذين بالتكنولوجيا العابرة للجغرافيا والزمن، فقد آن الأوان لإعادة المجد لفن القص حتى وإن اعتزله أهله بعد أن شهدوا منا جفاء للكلمة وخوفاً من التأويل. أما أسماء مريم جمعة فرج، رحمها الله، وشيخة الناخي وسلمى مطر سيف وابتسام المعلا وأسماء الزرعوني وسارة الجروان وشيخة عبد الله وغيرهن، فيجب ألا تغيب عن بيوتنا ومناهجنا الدراسية المعاصرة ومحافلنا الإبداعية وتكريماتنا الرسمية، وقبل كل ذلك يجب ألا تغيب عن رصدنا الإعلامي بأشكاله المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية، فمن ليس له حكاية، ليس له ماض ولا حاضر ولا مستقبل.
**************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article