0 :عدد المقالات
 
 

 

القضايا المحلية :

8 - الاتحـــــــــــــــــادÃÖÝ ÇáãÞÇá Åáì ÃÑÔíÝí ÇáÔÎÕí

-(«نحن الإمارات 2031»)(سالم حميد): - قوّة إضافية جديدة منحتها «الاجتماعات الحكومية» لمسيرة بلادنا الحضارية، خاصة البرنامج التنموي المتكامل الذي جرى إطلاقه للسنوات الـ10 المقبلة، والذي يُعد بمثابة أداة جديدة تتوخى الإمارات من خلالها مصلحة شعبها، وتواصل التحليق بهم على مؤشرات السعادة، انطلاقاً من قناعة راسخة بأنهم سرّ قوتها وثروتها الأغلى. «نحن الإمارات 2031».. هكذا كان عنوان البرنامج، الذي يشكل خطوة نوعية في سبيل تحقيق الرؤية التنموية الطموحة للإمارات، ويعبر بوضوح عن قوة إرادتها وخصوصية تجربتها، ويشير بجلاء إلى إجماعها الوطني وبيتها المتوحد الذي تحركه «روح الاتحاد»، وتلهمه قيادة سياسية حكيمة هدفها الوصول إلى نقاط أبعد في التنمية والبناء المستدام وتحقيق أعلى معدلات الرفاهية لمواطنيها. «نحن الإمارات» شعار يليق بإنسان الإمارات الذي استطاع أن يجعل من بلاده المكان الأمثل لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداع، ويحافظ على موقعها كقلب للحراك الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني في المنطقة والعالم. مع «نحن الإمارات».. نمضي بثقة في استكمال المسيرة والانطلاق بعزم وثبات لتحقيق قفزات في القطاعات الاقتصادية الجديدة التي تشمل «الميتافيرس»، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا المالية، وقطاع الفضاء، والمدن الذكية والتنقل الذكي، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الواعدة. وبـ «نحن الإمارات».. نثبت مجدداً بأننا سنظلّ متمسكين باستحقاقاتنا المستقبلية. نقرؤها جيداً، ونتهيأ لها، لنقول للعالم بأسره: إن قصة الطموح في بلادنا قصة متعددة الفصول، وبأننا نمتلك الإرادة للمزيد، وتملؤنا الثقة بقيادتنا وبرؤاها التنموية ودورها وفاعليتها ونتائجها. سيبقى المستقبل جوهر ثقافة العمل في بلادنا، وحجر الزاوية في رؤية قيادتنا، وكلمة السرّ في كل ما تتبنّاه من مبادرات وما تحققه من إنجازات حضارية، أساسُها التفكير خارج الأطر التقليدية. وكل الشكر والعرفان لقيادتنا التي تقود أحلامنا وغاياتنا الكبرى باقتدار، وفي أنموذج تكاملي يجمع كل أدواته لرسم المستقبل وبث المزيد من الثقة في عوامل نهضتنها لصناعة معجزات جديدة.
****************************

-(«نحن الإمارات 2031»)(علي ابو الريش): - السنوات الخمسون القادمة تحمل على أكتافها خططاً حكومية بالغة الدقة والأناقة، حيث تتكاتف الحكومات المحلية ممثلة بدوائرها، والحكومة الاتحادية تقودها الوزارات والمؤسسات، وجميع أغصان الشجرة الواحدة تتضافر كأنها جديلة تنساب على متن الطموحات، بحيث تجد هذه المشاعر الوطنية ما يشعل فتيل مصابيحها، وما يسرج خيول تطلعاتها، وما يفرد أشرعة مراكبها، وكل يسعى إلى غاية واحدة، وهي نهوض الوطن وتطوره ورقي أدائه، متكئاً على أدوات في غاية الرهافة لتمنح العمل المؤسساتي رونقه وقوته وبلاغة أدائه، وجودة إنتاجه. «نحن الإمارات 2031» بهجة النور في قرص الشمس، وحسن تصور الحياة ونحن نمضي إلى القمة والتي رسمها المؤسسون، وعلى منوالهم تسير الركاب، ومن أجل تحقيق الأماني تمضي جياد الآمال وهي ترفع صهيل النجاحات، والألق في مختلف ميادين العمل الوطني تحت راية قيادة آمنت أن الإنسان هو أولاً وأخيراً، وما يرفع من قيمة الإنسان هو شأن الوطن وشجنه وفنه وسكنه وحلمه وعلمه. اليوم الإمارات تجتمع على قلب رجل واحد في رحاب قيادة ديدنها الحب، وناموسها عشق عمل الفريق الواحد، وهذا ما يميز حكومة الإمارات عن سواها، وهذا ما يجعل مشاريعها أباريق متعة ونجاحاً دائماً. حفظ الله بلادنا وسدد خطى حكومتنا، وحمى شعبنا الحبيب من كل مكروه.
****************************

-(الجنسية الإماراتية الإيجابية)(علي العمودي): - هكذا وصف الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الحالة التفاعلية التي شهدها مجتمع الإمارات مؤخراً لدى تشييع مسنة أميركية، أطلق ابنها دعوة لأفراد المجتمع للمشاركة في تشييع جنازة والدته التي اعتنقت الإسلام بعده وتوفيت عن 95 عاماً، ليفاجأ بحشود من البشر يغمرون مقبرة بني ياس في ضواحي العاصمة طلباً للأجر وفي استجابة سريعة وفورية للنداء. جاء ذلك الوصف في تغريدة لسموه أرفق معها مقطع فيديو لمواطن يوثق تجمّع مئات المواطنين والمقيمين الذين شاركوا في التشييع، وقال سموه في التغريدة «توفيت أخيراً سيدة أميركية مسنّة كانت تعيش في أبوظبي مع ابنها. اعتنقت الإسلام أخيراً، وفور ذيوع نبأ وفاتها تجمّع مئات الإماراتيين الذين لم يعرفوها للمشاركة في جنازتها والدعاء لها، هذه هي الجنسية الإماراتية الإيجابية. شكراً أخي ماجد لمشاركتك القصة». في إشارة من سموه للمؤثر الإماراتي ماجد العامري الذي يسجل مقاطع توعية مفيدة باللغة الإنجليزية ويعد نموذجاً للمؤثر الذي يقدم محتوى راقياً ومفيداً. ما حمله المقطع من مشاهد، يجسد حالة التلاحم المجتمعي والتآزر والشعور بالآخر التي يتميز بها مجتمع الإمارات، وهي محل فخر واعتزاز الجميع، ويؤكد أن مجتمع الإمارات رغم التطورات والطفرات التي شهدها متمسك بقيمه الإماراتية الأصيلة والعادات والتقاليد التي يتميز بها، والتي تنطلق من جذوره العربية وعقيدته الإسلامية الوسطية. إشادة سمو الشيخ سيف بن زايد واعتزازه بما نقلته تلك الصور والمشاهد، هو امتداد لما تؤكد عليه قيادتنا الرشيدة عن صورة الشخصية الإماراتية على مواقع التواصل من إيجابية وتواضع وطيبة ومحبة للآخرين وانفتاح على بقية شعوب العالم. ونستذكر ونستعيد معها الصفات التي حددها قبل نحو ثلاث سنوات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للشخصية الإماراتية للالتزام بها على وسائل «التواصل الاجتماعي»، وفي مقدمتها أن تقدم الصورة الحضارية للإمارات، وأن «تمثل صورة زايد وأخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، وتعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، وتبتعد عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث». وهي في الواقع دعوة متجددة للجميع للتفاعل والتمسك بكل ما يكرس معنى «الجنسية الإماراتية الإيجابية» في وطن الإيجابية والتفاؤل «بلاد زايد الخير» أدام الله عزها شامخ علمها.
****************************

-(خميسيات)(ناصر الظاهري): - مجاورة بعض الناس ما تخلى من فائدة، ولا من الخدمات التي يقدمونها لك دون أن تدري، وبطريقة مجانية، ولا هم يشعرونك بها، تلقاهم دائماً يتصدون لأي طارئ، ويراجعون البلدية عنك، عطل في «بايب» الماء العمومي، تجده قد أجرى اتصالاته من الفجر، وأمّن لجيرانه «فوزة ماي» ببلاش، مستعد يدخل على أي أحد من أجل مشكلة بسيطة، أنت تتحرج أن يدري عنها الناس، باسكو توزعه البلدية بالمجان سراً، تجده أول العارفين، ويجلب ما ينفع «حويّه»، و«حوّي جيرانه»، وفي حزّة النزاع تلقاه موجود، مثل هذا الجار لو تسافر، وتخلي باب بيتك طلقاً، ما أحد بيتقرب حذاه، أي مشكلة تلقاه ينهيها في لحظتها، مب مثلنا نحن أصحاب «أعتقد»، وجماعة أن هناك مشكلة شائكة، علينا إيجاد الحل الناجع لها أو أمهلني ريثما أتدارس الأمر، معناه بيبطون جيرانك ينتفعون بك!
- بعض الأجنبيات الفاهمات إذا ما لبسن عباءة شرقية ملونة، وليست سوداء مثل جماعتنا، تطيح عليهم، ويصبحن أغوى من قبل، وأشعرك أنها آتية من ليل الحكايا في ألف ليلة وليلة، ومرات يذكرننا بلوحات فناني الاستشراق، وهوسهم بالشرق الساحر، ومفاتن البيوت، ونظل مبهورين فيما يقلن ويطرحن، ومعظم آرائهن تجدنا موافقين عليها مسبقاً، ونحب أن يطول بنا النقاش، بصراحة.. ليس مثل العباءة تأثيراً على العقل العربي، وخاصة المتقاعد.
- هناك أشخاص تتمنى على الله أن يمد في أعمارهم طويلاً، لأنهم لا يتكررون كثيراً، مقبلهم مثل نسمة هواء مريف، وشوفتهم تسر النفس، خفاف والبِشر في وجوههم الطلقة، والله ما بيغثّونها بالشكوى، وقلة العين، وفلان عنده، وليتكم شاورتوني قبل ما تسوون ذاك الشيء.
- في ناس تلقاهم يعرفون أسماء السفراء، وفي أي البلدان استقر بهم النوى، ومتى تم تغيير بعضهم أو نقل بعضهم الآخر، طبعاً هذيلا ما وراهم إلا الربكة وخربطة جدول سعادة السفير، ويخلونه يتجمل، ويعثر عمره، ويوفر لهم سيارة في تنقلاتهم، ويعزمهم على غديات.
- لأن المثقفين وخاصة الذين تستهويهم العلوم الفلسفية وعلم الأخلاق والاجتماع، يحبون الكلام كثيراً، والكلام المعقد وصعب الفهم، مثل؛ المستنقع التاريخي، والعدمية، الأفق البيولوجي والراهن والديماغوجية، لا أدري من أرى مثل تلك الكوكبة مجتمعة، وهم يلوكون ذلك الحديث الذي لا يسمن، ولا يغني من جوع، وأتخيل لو كانت أمام أولئك المنتدين المحاضرين والمحتد نقاشهم صينية «قلاية بندورة» مع أرغفة خبر تنور ساخن، وعلى جنبها كأسات شاي أحمر بالنعناع والميريمية طيّب، كيف سيتحول الحديث ويتلون النقاش، وتهدأ نفوسهم المتوثبة.
- بخبركم.. ينلامون العرب في الفلاسفة! اللي تلقاه «مبوّه»، واللي مرتبك ويشعى الجلوس إذا مر أمامهم، والذي تجده تائهاً لوحده في فضاء متخيل، والذي يمر جنبك تقول مار بجانب عمود الإنارة دون التفاتة أو نظرة وابتسامة كاذبة، تقول ما كأننا متعارفين ومتريقين صباح اليوم، وأكبر سؤال عندهم يبدأ بلماذا؟ مع اكفهرار واضح، وتعقيد الجبين، ورفع الحاجب الأيسر، فتخاف منهم قبل السؤال.
****************************

-(الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات)(نشرة اخبار الساعة): - اختُتمت أمس في إمارة أبوظبي الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، بحضور قيادات الدولة وأكثر من 500 شخصية ومسؤول حكومي محلي واتحادي، وهو ما يعدُّ حدثاً وطنيّاً سنويّاً يجسِّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في توحيد الجهود والطاقات الوطنية، وصولاً لتحقيق أفضل النتائج الحكومية. وخلال هذه الاجتماعات، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الدورةَ الاستراتيجية الجديدة «نحن الإمارات 2031» التي تمثّل الرؤية الحكومية للعقد المقبل، وقال سموّه، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أطلقنا اليوم ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات "نحن الإمارات 2031"، التي تمثّل رؤيتنا الحكومية للعقد المقبل.. أنهينا دورتنا الاستراتيجية السابقة عام 2021، واليوم نبدأ مسيرتنا نحو قمم جديدة برئاسة ورعاية وقيادة أخي محمد بن زايد، حفظه الله».
****************************

-(..وأساسها اليوم ثمانية)( د. محمد مسعود الأحبابي): - كنتُ قد أشرت في أكثر من مقال على صفحات «الاتحاد» إلى بعض مبادئ السياسة الخارجية الإماراتية في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأذكر بالتحديد مقالاتنا عن «دولة معيارية في التغيرات المناخية» (9 نوفمبر)، «مصر والإمارات: نموذج للعلاقات العربية-العربية» (26 أكتوبر)، «مضامين قمة بطرسبورغ ودلالاتها» (12 أكتوبر)، و«مضامين تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية». ولكن لا يُفتى و«قرقاش» في المدينة. فقد وضح بجلاء معالي الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، المبادئ الثمانية التي تشكل أساس السياسة الخارجية الإماراتية، وذلك في كلمته الرئيسة في افتتاح «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي التاسع»، الذّي نظمه مركز الإمارات للسياسات، يومي 14-15 نوفمبر الجاري، وحضره نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين، وصُناع القرار من داخل الإمارات وخارجها. تستند سياسة الإمارات الخارجية إلى مبادئ ثمانية، مُستقاة من وثيقة مبادئ الخمسين، وهي المرجع لجميع مؤسسات الدولة في مرحلة الخمسين الثانية أو مرحلة الانطلاق التي يقودها باقتدار رئيس الدولة. ويتلخص المبدأ الأول للسياسة الخارجية الإماراتية، وهو مبدأ مباشر وواضح، في تعزيز الأمن الوطني وحماية المصالح الوطنية، عن طريق المزاوجة بين استراتيجيتي الاعتماد على الذات (بناء قدرات دفاعية فعالة) والتحالف (تعزيز القدرات الدفاعية بمشاركة حلفائنا الدوليين وخلق شراكات مع شركاء أمنيين لاحتواء التهديدات). أما المبدأ الثاني، فهو مركب إلى حدٍ كبير، ويتمثل في خدمة الاقتصاد عن طريق دعم الازدهار الاقتصادي طويل الأمد، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتنويع رؤوس الأموال، وتطوير القوة الناعمة للدولة. وطبقاً للمبدأ الثالث، تستند السياسة الخارجية للدولة على اقتراب متعدد الأطراف، كونه كفيلاً بتحقيق استقلاليتها وهدفها الغائي (صيانة الأمن الوطني). ويرتبط بالمبدأ الثالث كل من المبدأين الرابع والثامن. فالمبدأ الرابع يشير إلى تنويع الشركاء على المستويين الدولي، ولاسيما القوى الكبرى، والإقليمي، وخاصة مع دول مجلس التعاون ودول المحيط الجغرافي، في المجالات الاستراتيجية والاقتصادية. أما المبدأ الثامن، فيعلي من شان التعاون الدولي المشترك، عن طريق متابعة الدولة لدور فعّال في المنظمات الدولية. ولعمري إن المبدأ الخامس، وهو نسخة طبق الأصل من المبدأ الثامن في وثيقة الخمسين، يدشن أساساً قيمياً للسياسة الخارجية الإماراتية، وهو سنة محمودة فريدة في العلاقات الدولية. وهذه القيم هي الاعتدال والتسامح والانفتاح، وهي القيم التي تؤسس للصورة الخارجية للدولة. أما المبدأ السادس، فيقيم علاقة ارتباطية بين الأمن الوطني والأمن الإقليمي، وهو نسخة طبق الأصل من المبدأ الخامس في وثيقة الخمسين، حيث يُشير إلى أهمية إنهاء التصعيد في منطقةٍ تُصور بأنها أكثر مناطق الاضطراب في العالم، عن طريق دعم وسائل التسوية السياسية للصراعات والأزمات والانقسامات الإقليمية. وبالإضافة إلى كون معارضة أيديولوجيات العنف والتطرف جزءاً أساسياً من المنظومة القيمية للسياسة الخارجية الإماراتية، يؤكد المبدأ السابع على مواصلة دولة الإمارات دورها البارز في محاربة التطرف وما يفرزه من أعمال عنف وإرهاب، ومتابعة مشاركتها الإيجابية على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق هذا الغرض.
****************************

-(مصر وتركيا.. مصافحة تاريخية)(هيلة المشوح): - في صورة نشرتها الرئاسة التركية قبل أيام يظهر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، يتوسطهما الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على هامش افتتاح البطولة العالمية لكرة القدم 2022. كان للصورة أصداء كبيرة على الصعيد السياسي، كحدث لا يقل أهميةً عن الحدث الكروي العالمي نفسه. فالصورة تُبرز مصافحةً تاريخيةً ودية بين الزعيمين وابتسامات تُنبئ بمستقبل مختلف بين البلدين وبإرادة سياسية واضحة لمفاوضات أكثر شموليةً، كما تشير إلى معانٍ كثيرة أهمها سقوط ورقة جماعة «الإخوان» في خريف سياسي «إخواني» تتقاذفه المفاجآت والتحولات. اللقاء الذي تم بين الرئيس المصري ونظيره التركي في قطر، لقاءٌ مهمٌ في إكمال منظومة تحالف هام في المنطقة، لفتح آفاق جديدة من علاقات التعاون في مجالات عدة، أهمها على الإطلاق مجال أمن المنطقة وتحجيم دور «الإخوان» وإنهاء عبثهم، ومن ثم فتح الملف الليبي وملف شرق المتوسط، في بيئة تفاوضية باتت أكثر تقارباً واستقراراً من ذي قبل. وهذا ما تم تأكيده من قبل المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي. حيث أشار إلى اتفاق الزعيمين على عمق الروابط التاريخية بين مصر وتركيا، والاتفاق على بدايةٍ لتطوير العلاقات الثنائية بينهما. وفي المقابل صرح الرئيس التركي بأنه يطمح لاستئناف المحادثات مع الجانب المصري على مستويات أعلى. وهذه التصريحات في واقع الأمر تمثل مؤشراً كبيراً على تطور سياسي في العلاقات التي مرت بفترات من الركود منذ عام 2013. ورقة «الإخوان» لم تعد ذات أهمية في العلاقات السياسية والتحالفات الإقليمية التي تتشكل بصورة إيجابية هذا العام، وجماعة «الإخوان» تمر اليوم بأسوأ مراحلها السياسية، إذ تواجه منزلقاتٍ وانقساماتٍ ومشاكل داخلية وخارجية تحاصرها من كل جانب، فمن جهة هي محاصرة بانشقاقات خلّفها إبراهيم منير -نائب المرشد العام للجماعة سابقاً- الذي كان يتزعم جبهة لندن قبل وفاته بداية هذا الشهر، مقابل «جبهة محمود حسين» التي تدور في إطار مطالب تعتبرها كل جبهة تهميشاً لوجودها وإسقاطاً لكيانها.. ليستمر هذا الصراع ويتفاقم حتى الساعة. ومن جهة أخرى فالجماعة محاصرة بتحديات خارجية تكمن في تجدد التحالفات وتطبيع العلاقات التي أفضت إلى تحولات سياسية شملت إجراءات تركية قوية لوقف قنوات الجماعة وأبواقها الدعائية، وخروج عدد من قيادات «الإخوان» من تركيا إلى دول أخرى. فالتقارب الخليجي التركي شكّل صفعةً كبيرةً على وجه «الإخوان»، ناهيك عن التقارب المصري التركي الذي سوف يكون بمثابة تأبين لحزب الجماعة على المستوى القريب وليس البعيد في حال تم الاتفاق على الملفات الأكثر تعقيداً في ليبيا وقبرص واليونان. وبشكل عام فـ«الإخوان» هم دائماً الطرف الخاسر جراء أي تقاربات سياسية، لأنهم كيان قائم على أراضٍ شائكة تغذيها الخلافات السياسية، وبالتالي هم الورقة الخاسرة خلف أي اتفاق أو انفراجة سياسية محتملة، وياله من واقع مرير لحزب يقتات على الخلافات وتحكمه الاتفاقات ويعيش كوادره على الهوامش السياسية وإذلالاتها ومفاجآتها! وأخيراً، وفي إطار التحولات الإستراتيجية وحالة الوفاق السياسي الكبير في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، والمصافحة التاريخية المفعمة بالود والدفء بين زعيمين كبيرين على هامش مونديال قطر، فإن مؤشرات المستقبل السياسي للمنطقة تبدو واعدة وكبيرة ومطمئنة على جميع الأصعدة.
****************************

-(«إخوان» البحرين والانتخابات النيابية)(عهدية أحمد السيد): - جاء خطاب إحدى جماعات «الإخوان» في البحرين قبل يومين من الانتخابات النيابية، ليؤكد أن «الجمعيات» المحسوبة على هذه الجماعة تتعمد إثارة ما ليس له أي شأن بصناديق الاقتراع التي تحدد تشكيل المجلس التشريعي القادم. ومع معاناة «الإخوان» من سقوط مدوٍ آخر في سجلهم السياسي بسبب خلافات ما بين جبهاتهم في الخارج، أدرك شباب الجماعة أنهم مجرد ورقة تتلاعب بها قياداتهم عند الحاجة وترمي بهم بعد ذلك للتسول في الشوارع، فشباب «الإخوان» اليوم يعانون الجوع والتشرد الذي أدى قبل أيام عدة إلى انتحار شاب من عناصرهم الذي ألقى بنفسه من الطابق السابع من العقار الذي يسكن فيه، وهو نفس سبب انتحار ثلاثة شباب قبل ثلاثة أعوام في إسطنبول. الجماعة التي يعاني شبابها الجوع والتشرد، أنفقت 50 ألف دولار على مخيم لإحياء ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، وكان أولى بها الإنفاق على عناصرها الذين هربوا من مصر بعد إدانتهم في عمليات عنف وتخريب لحساب الجماعة. ومع تفاقم انشقاقات الجماعة في الخارج بين جبهتي إسطنبول ولندن، انتشر في البحرين بيان يؤكد أن المنتمين إلى الجمعيات «الإخوانية» سيشاركون في التصويت، ولكنهم يصرون على أن هناك ما يصفونه بـ «تراجع سياسي»، وللأسف فإنه خطاب يتطابق مع بيانات الجماعات التي تستهدف مكتسباتنا وأمننا. الادعاء الذي ورد في بيانهم بأن هناك تراجعاً سياسياً في البحرين، ينفيه الواقع لأن الشعب البحريني لديه الوعي السياسي الكافي الذي استطاع من خلاله أن يشارك في انتخابات 2022 وتحقيق أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات منذ المشروع الإصلاحي. وحقيقة، فإن قرار ذراعهم السياسي في البحرين بعدم المشاركة بمرشحين مباشرين في الانتخابات، جاء ليغطي فشلهم، وسقوط أقنعتهم التي يرتدونها، حيث لن ينسى الشعب البحريني تأييدهم لإرهاب «الإخوان» في مصر، وتغطية على تصنيفهم كجماعة إرهابية في السعودية والإمارات ومصر. كما أن عدم دخولهم بمرشحين مباشرين، ووصفهم التطور السياسي في البحرين على أنه تراجع، هي محاولة فاشلة للحفاظ على ما تبقى من ماء وجوههم، فهم يعلمون جيداً أن الشعب البحريني يرفضهم. الجمعيات البحرينية الأخرى التي صححت توجهاتها لتصبح وطنية وغير طائفية، سواء سُنية أو شيعية، نجحت في الحصول على مقاعد في البرلمان، بينما أصر ذراع «الإخوان» السياسي على الإساءة لمن لا ينتمي لهم وتشويه صورته، خصوصاً من النواب المستقلين. ولم تقف التصريحات «الإخوانية» عند الإساءة إلى النواب المستقلين، بل حاولوا شق الصف الوطني باستخدام ملف توقيع البحرين على الاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل وإصرارهم على أنهم الأعلم بمصلحة الشعب البحريني من القيادة الحكيمة. لم يدرك «الإخوان» بعد أن التشكيك في القرارات السيادية أمر مرفوض، وأن إقحام الاتفاق الإبراهيمي لا يمت بصلة بتشكيل المجلس التشريعي، بل يهدف فقط إلى زرع الفتنة وتشكيك الشعب في القرارات السيادية. وقد آن الأوان لوضع حد لخطابات «الإخوان» التحريضية التي تدس سموم الأيديولوجية المتطرفة، والتي تؤثر على شبابنا وعلى ولائهم وانتمائهم وإيمانهم بقرارات القيادة التي تصب فقط في مصلحة الوطن والمواطن.
****************************
Bookmark this ArticleSave this PagePrint this Article