الصحافة العربية

39 - تلغيز رسائل أم تكتيك: الأردن والمزيد مع الشيخ العضايلة(راي اليوم) :
 عاد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الاردني الشيخ مراد العضايلة لطرح مرافعة سياسية جديدة تخدم فكرة تمكين مسار التحديث السياسي في البلاد والعمل على دعم واسناد الأحزاب السياسية بالرغم من كل ما تقوله أطياف المعارضة أو تزعمه وتتبناه بتشكيك بتوفير الغطاء اللازم لانطلاق مسيرة العمل الحزبي. وخلافا للمألوف في صفوف الحراك وأطياف المعارضة خرج العضايلة بطريقة لافتة عن النص عندما تقدّم برؤية فكرتها السياسية دعم مسيرة ومشروع التحديث السياسي للمنظومة باعتبار ذلك جزء فاعل وأساسي ويمثل تحديا عاما كما قال العضايلة للدولة والأحزاب والشعب على حد سواء. وكان الشيخ العضايلة نفسه قد اقترح على الشعب الأردني علنا المشاركة بزخم كبير أمام صناديق الاقتراع في الانتخابات المقررة لعام المقبل 2024 بهدف تفويت الفرصة على من وصفهم بمزوري الانتخابات والفاسدين.
وتحدّث بعد ظهر الأحد العضايلة أيضا في فرع الحزب في مدينة إربد شمالي البلاد عن سيناريو جديد في خطاب الإسلاميين وأدبياتهم. ووصف العضايلة أن الدافع الأساسي أمام الدولة بالتقدم لمشروع التحديث السياسي هو حجم الغضب الذي يعتمر في صُدور الأردنيين ويظهر في كل مناسبة. واستنتج الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة بعد ذلك بأن إنجاح مشرع التحديث السياسي هو تحد عام للدولة والأحزاب والشعب. وشدّد على أن الوطن الأردني يحتاج إلى نموذج وتجربة اردنية ديمقراطية تعيد التوازن لإدارة الدولة وقراراتها وتُوقف الضغوط التي تؤدي إلى الفساد وتنقذ فعاليات قطاعي التعليم والصحة. ويُفاجئ العضايلة مؤخرا الأوساط الرسمية والسياسية بسلسلة مقترحات مُثيرة للجدل وللتساؤلات بسبب جُرعة الإيجابية الكبيرة فيها وبالأخص باتجاه مسار تحديث المنظومة السياسية والتمكين من الانتخابات المقبلة.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت تلك المفاجآت مدروسة بعناية وتمثل مؤسسات الحركة الاسلامية الأردنية أم أنها في نطاق الاجتهاد ومساحاته لحزب الجبهة المشتبك مع التفاصيل المحلية. وبين تلك المفاجآت دعوة الشعب للمشاركة بفعالية ونسبة اقتراع تتجاوز 68% في الانتخابات المقبلة وعلى أساس استعادة التوازن للدولة وتحقيق المصالح الأردنية العليا حتى حضرت مفاجآت أمس الأحد في سياق خطاب سياسي يدعم بلغة عميقة خيار التحديث السياسي. واعتبر بعض المراقبين إشارات العضايلة رسائل لمركز القرار مؤسساته في الأردن في إطار الإيجابية والمرونة والنصائح فيما نظر آخرون لظهور العضايلة المتكرر باعتباره جملة قد تكون في سياق ترتيبات داخلية. لكن الأهم أن تلك الطروحات تبدو مثيرة ومنتجة للأسئلة سياسية الطابع وتظهر استعداد قادة الحركة الاسلامية الحاليين لدعم خيار التحديث السياسي والعمل الحزبي ومُعالجة مشكلة العزوف الانتخابي. تلك اللهجة في الطرح السياسي لفتت الأنظار، لكن لم يُفهم بعد معرفة ما إذا كان المنطلق مرتبط بتكتيكات انتخابات مُقبلة داخل صُفوف الإسلاميين أم بهدف أبعد وأشمل له علاقة بتجديد الانتخابات.
********************************


النشرة اليومية الخاصة بتاريخ 2023-09-19